كتاب: كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال **


خلقه رضي الله عنه

35907- عن الحسن أن رجلا قال لعمر‏:‏ اتق الله‏!‏ قال‏:‏ وما فينا خير إن لم يقل لنا، وما فيهم خير إن لم يقولوا لنا‏.‏

‏(‏حم في الزهد‏)‏‏.‏

35908- عن بحيرة قالت‏:‏ استوهب عمي خداش من رسول الله صلى الله عليه وسلم قصعة رآه يأكل فيها فكانت عندنا فكان عمر يقول‏:‏ أخرجوها إلي فنملأها من ماء زمزم فنأتيه بها فيشرب منها ويصب على رأسه ووجهه، ثم إن سارقا عدا علينا فسرقها مع متاع لنا، فجاءنا عمر بعد ما سرقت فسألنا أن نخرجها له، فقلنا‏:‏ يا أمير المؤمنين سرقت في متاع لنا، فقال‏:‏ لله أبوه‏!‏ سرق صحفة رسول الله صلى الله عليه وسلم‏!‏ فوالله ما سبه ولا لعنه‏.‏

‏(‏ابن سعد في وابن بشران في أماليه‏)‏‏.‏

35909- عن طارق بن شهاب قال‏:‏ لما قدم عمر بن الخطاب الشام عرضت له مخاضة فنزل عمر عن بعيره ونزع خفيه فأخذهما بيده وأخذ بخطام راحلته ثم خاض المخاضة فقال له أبو عبيدة بن الجراح‏:‏ لقد فعلت يا أمير المؤمنين فعلا عظيما عند أهل الأرض‏!‏ نزعت خفيك وقدت راحلتك وخضت المخاضة‏!‏ فصك عمر بيده في صدر أبي عبيدة وقال‏:‏ أوه يمد بها صوته‏!‏ لو غيرك يقولها‏!‏ أنتم كنتم أذل الناس وأضل الناس فأعزكم الله بالإسلام، فمهما تطلبوا العزة بغيره يذلكم الله عز وجل‏.‏

‏(‏ابن المبارك وهناد، ك، ‏(‏أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب معرفة الصحابة ‏(‏3/82‏)‏‏.‏ ص‏)‏ حل، هب‏)‏‏.‏

35910- عن جابر رضي الله عنه قال قال رجل لعمر بن الخطاب‏:‏ جعلني الله فداك‏!‏ قال‏:‏ إذن يهينك الله‏.‏

‏(‏ابن جرير‏)‏‏.‏

خوفه رضي الله عنه

35911- عن أنس بن مالك قال سمعت عمر بن الخطاب يوما وخرجت معه حتى دخل حائطا فسمعته يقول وبيني وبينه جدار وهو في جوف الحائط‏:‏ أمير المؤمنين‏!‏ والله لتتقين الله أو ليعذبنك‏.‏

‏(‏مالك وابن سعد وابن أبي الدنيا في محاسبة النفس وأبو نعيم في المعرفة، كر‏)‏‏.‏

35912- عن الضحاك قال‏:‏ قال عمر‏:‏ يا ليتني كنت كبش أهلي سمنوني ما بدا لهم، حتى إذا كنت أسمن ما أكون زارهم بعض من يحبون فجعلوا بعضي شواء وبعضي قديدا ثم أكلوني فأخرجوني عذرة ولم أكن بشرا‏.‏

‏(‏هناد حل، هب‏)‏‏.‏

35913- عن جابر قال‏:‏ قال رجل لعمر بن الخطاب‏:‏ جعلني الله فداك‏!‏ قال‏:‏ إذن يهينك الله‏.‏

‏(‏ابن جرير‏)‏‏.‏

35914- عن عامر بن ربيعة قال‏:‏ رأيت عمر بن الخطاب أخذ تبنة من الأرض فقال‏:‏ يا ليتني كنت هذه التبنة‏!‏ ليتني لم أخلق‏!‏ ليتني لم أك شيئا‏!‏ ليت أمي لم تلدني‏!‏ ليتني كنت نسيا منسيا‏.‏

‏(‏ابن المبارك وابن سعد، ش ومسدد، كر‏)‏‏.‏

35915- عن عمر أنه سمع رجلا يقرأ‏؟‏ ‏(‏هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا‏.‏ ‏(‏سورة الانس/ آية/1/‏.‏ ب‏)‏‏)‏ فقال عمر‏:‏ يا ليتها تمت‏.‏

‏(‏ابن المبارك وأبو عبيد في فضائله وعبد بن حميد وابن المنذر‏)‏‏.‏

35916- عن عمر قال‏:‏ لو نادى مناد من السماء‏:‏ يا أيها الناس إنكم داخلون الجنة كلكم أجمعون إلا رجلا واحدا لخفت أن أكون أنا هو، ولو نادى مناد‏:‏ أيها الناس‏؟‏ إنكم داخلون النار إلا رجلا واحدا لرجوت أن أكون أنا هو‏.‏

‏(‏حل‏)‏‏.‏

35917- عن ابن عمر أن عمر لقي أبا موسى الأشعري فقال له‏:‏ يا أبا موسى‏!‏ أيسرك أن عملك الذي كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خلص لك وأنك خرجت من عملك كفافا خيره بشره وشره بخيره كفافا لا لك ولا عليك‏؟‏ قال‏:‏ لا يا أمير المؤمنين‏!‏ والله لقد قدمت البصرة وأن الجفاء فيهم لفاش فعلمتهم القرآن والسنة وغزوت بهم في سبيل الله وإني لأرجو بذلك فضله، قال عمر‏:‏ لكن وددت أني خرجت من عملي خيره بشره وشره بخيره كفافا لا علي ولا لي وخلص لي عملي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المخلص‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

35918- عن حسن بن محمد بن علي بن أبي طالب أن عمر بن الخطاب كان يقرأ في خطبته يوم الجمعة ‏(‏إذا الشمس كورت - حتى بلغ‏:‏ علمت نفس ما أحضرت‏)‏ ثم ينقطع‏.‏

‏(‏الشافعي‏)‏‏.‏

زهده رضي الله عنه

35919- عن الحسن قال‏:‏ دخل عمر على ابنه عبد الله وإن عنده لحما فقال‏:‏ ما هذا اللحم‏؟‏ قال‏:‏ اشتهيته، قال‏:‏ وكلما اشتهيت شيئا أكلته‏!‏ كفى بالمرء سرفا أن يأكل كل ما اشتهاه‏.‏

‏(‏ابن المبارك، عب، حم في الزهد والعسكري في المواعظ، كر‏)‏‏.‏

35920- عن يسار بن نمير قال‏:‏ ما نخلت لعمر طعاما قط إلا وأنا له عاص‏.‏

‏(‏ابن المبارك وسعد وهناد‏)‏‏.‏

35921- عن سعيد بن جبير قال‏:‏ بلغ عمر بن الخطاب أن يزيد ابن أبي سفيان يأكل ألوان الطعام فقال لمولى له‏:‏ يقال له يرفأ‏:‏ إذا علمت أنه قد حضر عشاؤه فأعلمني، فلما حضر عشاؤه أعلمه، فأتى عمر فسلم واستأذن فأذن له، فدخل فقرب عشاؤه فجاء بثريد ولحم فأكل عمر معه، ثم قرب شواء فبسط يزيد يده وكف عمر ثم قال عمر‏:‏ الله يا يزيد بن أبي سفيان‏!‏ أطعام بعد طعام‏؟‏ والذي نفس عمر بيده‏!‏ لئن خالفتم عن سنتهم ليخالفن بكم عن طريقهم‏.‏

‏(‏ابن المبارك‏)‏‏.‏

35922- عن أبي موسى الأشعري أنه قدم على عمر بن الخطاب مع وفد أهل البصرة، قال‏:‏ فكنا ندخل عليه وله كل يوم خبز يلت، وربما وافيناه مأدوما بسمن أحيانا بزيت وأحيانا بلبن، وربما وافقنا القدائد اليابسة قد دقت ثم أغلي بماء، وربما وافقنا اللحم الغريض ‏(‏الغريض‏:‏ أي الطري‏.‏ النهاية 3/360‏.‏ ب‏)‏ وهو قليل، فقال لنا يوما‏:‏ إني والله لقد أرى تقديركم وكراهيتكم طعامي وإني والله لو شئت لكنت أطيبكم طعاما وأرقكم عيشا‏!‏ أما والله‏:‏ ما أجهل عن كراكر ‏(‏كراكر‏:‏ يريد إحضارها للأكل فإنها من أطايب ما يؤكل من الابل‏.‏ وفيه ‏(‏ألم تروا إلى البعير تكون بكركرته نكتة‏؟‏‏؟‏ من جرب‏)‏ هي بالكسر‏:‏ زور البعير الذي إذا برك أصاب الأرض، وهي ناتئة عن جسمه كالقرصة، وجمعها‏:‏ كراكر‏.‏ النهاية 4/166‏.‏ ب‏)‏ وأسنمة وعن صلاء وعن صلائق ‏(‏صلائق‏:‏ الصلائق‏:‏ الرقاق واحدتها صليقة وقيل هي الحملان المشوية‏.‏ النهاية 4/48‏.‏ ب‏)‏ وصناب ‏(‏صناب‏:‏ الخردل المعمول بالزيت وهو صباغ يؤتدم به‏.‏ النهاية 3/55‏.‏ ب‏)‏ - قال جرير ابن حازم‏:‏ الصلاة الشواء، والصناب الخردل، والصلائق الخبز الرقاق - ولكني سمعت الله عير قوما بأمر فعلوه، فقال‏:‏ ‏(‏أذهبتم طيبتكم في حياتكم الدنيا واستمعتم بها‏)‏ فقال أبو موسى‏:‏ لو كلمتم أمير المؤمنين ففرض لكم من بيت المال طعاما تأكلونه فكلموه‏!‏ فقال‏:‏ يا معشر الأمراء‏!‏ أما ترضون لأنفسكم ما أرضى لنفسي، فقالوا‏:‏ يا أمير المؤمنين‏!‏ إن المدينة أرض العيش بها شديد، ولا نرى طعامك يعشي ولا يؤكل وإنا بأرض ذات ريف وإن أميرنا يعشي وإن طعامه يؤكل، فنكس عمر ساعة ثم رفع رأسه فقال‏:‏ قد فرضت لكم من بيت المال شاتين وجريبين، فإذا كان الغداة فضع إحدى الشاتين على أحد الجريبين فكل أنت وأصحابك، ثم ادع بشراب فاشرب - يعني الشراب الحلال - ثم اسق الذي عن يمينك ثم الذي يليه ثم قم لحاجتك، فإذا كان بالعشى فضع الشاة الغابرة على الجريب الغابر فكل أنت وأصحابك، ألا وأشبعوا الناس في بيوتهم وأطعموا عيالهم فإن تجفيتكم للناس لا يحسن أخلاقهم ولا يشبع جائعهم، فوالله مع ذلك ما أظن رستاقا يؤخذ منه كل يوم شاتان وجريبان إلا يسرع ذلك في خرابه‏.‏

‏(‏ابن المبارك وابن سعد؛ كر‏)‏‏.‏

35923- عن عروة عن عامل لعمر كان على أذرعات قال‏:‏ قدم علينا عمر بن الخطاب وإذا عليه قميص من كربيس فأعطانيه فقال‏:‏ اغسله وارقعه، فغسلته ورقعته ثم قطعت عليه قميصا قبطيا فأتيته بهما فقلت‏:‏ هذا قميصك وهذا قميص قطعته عليه لتلبسه، فمسه فوجده لينا فقال‏:‏ لا حاجة لنا فيه؛ هذا أنشف للعرق منه‏.‏

‏(‏ابن المبارك‏)‏‏.‏

35924- عن حميد بن هلال أن حفص بن أبي العاص كان يحضر طعام عمر وكان لا يأكل فقال له عمر‏:‏ ما يمنعك من طعامنا‏؟‏ قال‏:‏ طعامك جشب غليظ وإني راجع إلى طعام لين قد صنع لي فأصيب منه، قال‏:‏ أتراني أعجز أن آمر بشاة فيلقي عنها شعرها وآمر بدقيق فينخل في خرقة ثم آمر به فيخبز خبزا رقاقا وآمر بصاع من زبيب فيقذف في سعن ‏(‏سعن‏:‏ السعن هو بضم السين ثم السكون -‏:‏ قربة أو إداوة ينتبذ فيها وتعلق بوتد أو جذع نخلة، وقيل هو جمع واحدة سعنة‏.‏ النهاية 2/369‏.‏ ب‏)‏ ثم يصب عليه من الماء فيصبح كأنه دم غزال‏؟‏ فقال حفص‏:‏ إني لأراك عالما بطيب العيش، فقال عمر‏:‏ أجل، والذي نفسي بيده لولا كراهية أن ينقص من حسناتي يوم القيامة لشاركتكم في لين عيشكم‏.‏

‏(‏ابن سعد وعبد ابن حميد‏)‏‏.‏

35925- عن الربيع بن زياد الحارثي أنه وفد إلى عمر بن الخطاب فأعجبته هيئته ونحوه فشكى عمر طعاما غليظا أكله فقال الربيع‏:‏ يا أمير المؤمنين‏!‏ إن أحق الناس بطعام لين ومركب لين وملبس لين لأنت، فرفع عمر جريدة معه فضرب بها رأسه وقال أما والله‏!‏ ما أراك أردت بها الله وما أردت بها إلا مقاربتي، إن كنت لأحسب أن فيك‏؟‏ ويحك‏!‏ هل تدري ما مثلي ومثل هؤلاء‏؟‏ قال‏:‏ وما مثلك ومثلهم‏؟‏ قال‏:‏ مثل قوم سافروا فدفعوا نفقاتهم إلى رجل منهم فقالوا له‏:‏ أنفق علينا، فهل يحل له أن يستأثر منها بشيء‏؟‏ قال‏:‏ لا يا أمير المؤمنين‏!‏ قال‏:‏ فكذلك مثلي ومثلهم‏.‏

‏(‏ابن سعد وابن راهويه، كر‏)‏‏.‏

35926- عن عمرو بن ميمون قال‏:‏ أمنا عمر بن الخطاب في بت ‏(‏بت‏:‏ البت‏:‏ كساء غليظ مربع‏.‏ وقيل‏:‏ طيلسان من خز، ويجمع على بتوت‏.‏ النهاية 1/92‏.‏ ب‏)‏‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏‏.‏

35927- عن أنس بن مالك قال‏:‏ رأيت عمر بن الخطاب وهو يومئذ أمير المؤمنين وقد رقع بين كتفيه برقاع ثلاث لبد ‏(‏لبد‏:‏ اللبد وزان حمل‏:‏ ما يتلبد من شعر أو صوف، ولبد الشيء من باب تعب بمعنى لصق ويتعدى بالتضعيف فيقال‏:‏ لبدت الشيء تلبيدا ألزقت بعضه ببعض حتى صار كاللبد‏.‏ واللبادة مثل تفاحة ما يلبس للمطر‏.‏ المصباح المنير 2/751‏.‏ ب‏)‏ بعضها فوق بعض‏.‏

‏(‏مالك، هب‏)‏‏.‏

35928- عن عاصم بن عبيد الله بن عاصم أن عمر كان يمسح بنعليه ويقول‏:‏ إن مناديل آل عمر نعالهم‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏‏.‏

35929- عن السائب بن يزيد قال‏:‏ ربما تعشيت عند عمر بن الخطاب فيأكل الخبز واللحم ثم يمسح يده على قدمه ثم يقول‏:‏ هذا منديل عمر وآل عمر‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏‏.‏

35930- عن أنس قال‏:‏ كان أحب الطعام إلى عمر الثفل ‏(‏الثفل‏:‏ - مثل قفل -‏:‏ حثالة الشيء وهو الثخين الذي يبقى أسفل الصافي‏.‏ المصباح المنير‏.‏ 1/114‏.‏ ب‏)‏ وأحب الشراب إليه النبيذ‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏‏.‏